يوسف العربي (دبي)

أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة من أوائل الدول في العالم التي توفر خدمة الشريحة الرقمية «eSIM» بالهواتف المتحركة، والساعات الذكية في استمرار لريادة الدولة على صعيد تبني وتوفير أحدث التقنيات التي من شأنها تعزيز جودة الخدمات ورفاه المشتركين.
ووفق تقارير الرابطة الدولية لشبكات الهاتف المتحرك «جي أس إم إيه»، ومصنعي هواتف ومزودي الخدمة، تركزت فوائد خدمة الـ «eSIM» الجديدة على 5 مزايا أساسية أولها زيادة عدد الشرائح التي يمكن تشغيلها على الهاتف المتحرك لتصل إلى شريحتين فعالتين، بالإضافة إلى إمكانية استخدام نفس رقم الهاتف المتحرك على الهاتف والساعة الذكية، بحيث يمكن للشخص أن يقوم باستقبال وإجراء المكالمات باستخدام الساعة.
وتسهم الشريحة الرقمية في زيادة مستويات الأمن، حيث لا يمكن استخراج الشريحة والاطلاع على البيانات الشخصية بها عند فقدان الهاتف، كما تتميز التقنية الجديدة بسهولة التشغيل والتفعيل على الهواتف المتحركة من خلال خطوات بسيطة عبر الذهاب إلى القائمة الرئيسية للهاتف واختيار إضافة شريحة اتصال ومن ثم قراءة رمز التفعيل من مزود الاتصالات باستخدام كاميرا الهاتف. وأخيراً تتيح الشريحة الإلكترونية تقليل التكلفة التشغيلية لمزودي خدمات الاتصالات والناجمة عن اختصار النفقات والعمليات اللوجستية اللازمتين لتزويد العملاء بالشرائح التقليدية.

شرائح متعددة
اختصرت تقنية الشريحة الرقمية «eSIM» مساحات المنافذ اللازمة لتركيب الشرائح التقليدية بأنواعها المختلفة «القياسية»، و«مايكروسيم»، و«نانوسيم» وهو الأمر الذي مكن مصنعي الهواتف الذين يعتمدون تقنية الشريحة الرقمية من طرح هواتف مزدوجة الشريحة للمرة الأولى دون الحاجة إلى منافذ إضافية.
وتتيح ميزة تعدد الشرائح للمستخدم تخصيص رقم للعمل وآخر للمكالمات الشخصية بالإضافة إلى اعتماد خطة بيانات محلية عند السفر خارج الدولة، وكذلك الاستفادة من الجمع بين الباقات المنفصلة للصوت والبيانات.
وبالنسبة لهواتف «آيفون» الجديدة التي تجمع بين تقنية الشريحة الرقمية، والشريحة التقليدية، يمكن لرقمي الهاتف إجراء مكالمات صوتية واستقبالها وإرسال رسائل قصيرة ومتعددة الوسائط واستقبالها.
وتستخدم هذه الهواتف تقنية الاستعداد المزدوج مما يعني أنه بإمكان بطاقتي SIM إجراء المكالمات واستقبالها إذا كان أحد الأرقام مشغولاً بمكالمة، فسيتم توجيه المكالمات الواردة على الرقم الآخر إلى البريد الصوتي.

رقم موحد للساعة والهاتف
ومن أكثر ما يميز منتجات «أبل» التي تعتمد تقنية «eSIM» إمكانية استخدام نفس رقم الهاتف المتحرك على جهاز الـ «آيفون» وعلى ساعة أبل، بحيث يمكن للشخص أن يترك جهاز الموبايل مغلقاً في أي مكان، وباستخدام ساعة أبل الذكية يقوم باستقبال وإجراء المكالمات، وهذه الميزة متوافرة للساعات التي بها خدمة الشريحة المدمجة حيث توجد طرازات أقل من ساعات أبل لا تدعم هذه الخدمة.
وبدأت شركة «اتصالات» في إتاحة ساعات «أبل» المزودة بشريحة رقمية على ساعات أبل منذ يونيو الماضي فيما أتاحت الشركة الخدمة على هواتف «آيفون» اعتباراً من مساء يوم الثلاثاء الماضي، كما طرحت شركة «دو» الخدمة على هواتف «آيفون» في التوقيت نفسه كما تخطط الشركة لطرح الخدمة على ساعات أبل في وقت لاحق.

مستويات أمن
وتضمن تقنية الشريحة الرقمية مستويات أمن عالية للمستخدم حيث لا يمكن استخراج الشريحة الرقمية المدمجة في الهاتف وهو الأمر الذي يحمي البيانات الخاصة.
وفي الطريقة التقليدية يقوم الشخص بتركيب الشريحة الفعلية على الهاتف، أما الشريحة الجديدة فهي عبارة عن جزئية إلكترونية متناهية الصغر تم تركيبها بداخل التلفون والساعة الذكية خلال عملية التصنيع في مصانع أبل، ولذلك تُسمى «الشريحة الإلكترونية المُدمجة» (embedded SIM Card) لأنه تم «دمجها» في الأجهزة مسبقاً ولا يمكن إخراجها.

تقليص التكلفة
لدى كل شركة اتصالات في العالم منظومة تشغيلية ولوجستية معقدة لضمان تأمين كميات كافية من شرائح الاتصال البلاستيكية التقليدية بأحجامها وأنواعها المختلفة «القياسية»، و«مايكروسيم»، و«نانوسيم» في مختلف فروع المبيعات ولدى جميع الموزعين التابعين للشركة.
ومع زيادة وتيرة اعتماد مصنعي الهواتف المتحركة على الشريحة الرقمية «eSIM» سيتم اختيار التكاليف التشغيلية اللازمة لتصنيع وتوريد شرائح الاتصال البلاستيكية التقليدية.

سهولة التشغيل
وتتميز الشريحة الرقمية بسهولة التشغيل والتفعيل على الهواتف المتحركة من خلال خطوات بسيطة ووفق الطريقة الأولى المعتمدة لدى شركة اتصالات تتم عملية «تفعيل» الشريحة المدمجة عبر تنشيط الخدمة للعميل بالاتفاق المسبق مع شركة أبل، ويتعين على العميل بعد ذلك إتمام الخطوات من خلال استكمال إعدادات جهاز الـ «آيفون» وعبر عملية مسح ضوئي لرمز التفعيل أو إتمام عملية التفعيل عبر تطبيق في الموبايل، وبذلك يتم تفعيل الشريحة الجديدة بصورة فورية.